الغارات العربية في البحر المتوسط والاسترداد المسيحية

اختر الحقبة الزمنية:
1) البحر المتوسط ​​في 800 م.     2) الإسلام في ذروته في البحر المتوسط (870 م.)
3) الاسترداد المسيحية في ايطاليا واليونان (970 م.)     4) استرداد البحر المتوسط النهائية (1100 م.)
قم بتمرير مؤشر الفأرة على ميزات الخريطة للمزيد من المعلومات
الغارات العربية في البحر المتوسط و تعافي المسيحية

Share


خلال القرنين السابع والثامن الميلادي، اكتسحت الجيوش الإسلامية العالم العربي و سيطرت على الشرق الأوسط، وشمال أفريقيا وإسبانيا. إلا أنه تم إيقاف العرب من الدخول إلى فرنسا من قبل الفرنجة في معركة تورز عام  733م. ولهذا ستبقى معظم أراضي أوروبا مسيحية، وينحصر الإسلام في الطرف الجنوبي من البحر الأبيض المتوسط. (أنظر الخريطة  800 - 1 م)
شكَّلت الفتوحات الإسلامية ضربة كبيرة للعالم المسيحي. فمن بين البطريركات الخمس (المراكز الحضارية الخمس الأكبر في المسيحية في القرنين السادس والسابع الميلادي)، تم فتح ثلاثة منها من قبل الجيوش المسلمة (القدس، و الإسكندرية و أنطاكيا)، وبقيت روما والقسطنطينية فقط تحت الحكم المسيحي. كان العالم المسيحي في أضعف حالاته منذ أن تم تبنيه للمرة الأولى ليكون الديانة الرسمية للإمبراطورية الرومانية. أما العالم الإسلامي الذي تم بناؤه حديثاً بالمقارنة، فكان في حالة ازدهار بعد نجاحه في ضم الكثير من مراكز الحضارة. وقد نمت المدن الواقعة تحت الحكم الإسلامي كدمشق، وبغداد و قرطبة لتصبح مراكز للتجارة، والعلم والثقافة.

خلال القرن التاسع عشر الميلادي، استغل العرب حالة الضعف التي كان يمر بها العالم المسيحي، فقاموا ببناء أساطيل ضخمة ونقل جيوشهم إلى البحر. وأصبح كامل البحر الأبيض المتوسط بحيرة إسلامية، حيث كان الغزاة العرب قادرين على مهاجمة أي جزء أرادوا، لنهب الأرض وأخذ العبيد، دون أدنى خوف من الانتقام المسيحي. وقد هجر الكثير من المسيحيين مناطق واسعة من سواحل البحر الأبيض المتوسط بعد هذه الغارات. (أنظر الخريطة 870 - 2 م) يمكن القول بأن ذروة قوة المسلمين على أراضي البحر الأبيض المتوسط كانت في منتصف القرن التاسع الميلادي. حيث شهدت هذه الفترة اجتياز الجيوش المسلمة للبحر الأبيض المتوسط وسيطرتهم على جزر مالطا، وصقلية و إقريطش، بالإضافة إلى مناطق في بر إيطاليا الرئيسي. وقد تمت السيطرة على المدن الجنوبية لإيطاليا كتورنتو (880-840 م) و باري (871-847 م) وبقيت تحت سيطرة المسلمين معظم سنوات القرن التاسع. (أنظر الخريطة 870 - 2 م) من أبرز أحداث هذه الفترة هو مصير قبرص، حيث وافقت الإمبراطورية البيزنطية على "التشارك في إدارة" الجزيرة مع العرب، ليحصل كلا الطرفين على نسبة متساوية من الضرائب المحصلة. واستمر هذا الاتفاق لمدة 300 سنة، على الرغم من الحروب المستمرة بين الطرفين على البر الرئيسي.

ومع نهاية القرن التاسع، بدأ العالم المسيحي باستعادة قوته. وكانت الهجمات المضادة الناجحة الأولى ضد حصون العرب على بر إيطاليا الرئيسي. ومع بداية العام  915 م، رجعت أراضي بر إيطاليا الرئيسي إلى أيدي المسيحيين، وبدأت الدول المدن الإيطالية من مثل بيزا وأمالفي في تطوير أساطيل يمكنها هزيمة سفن العرب قبل وصولها إلى الشواطئ المسيحية.
على الرغم من تفوق القوى المسيحية في إيطاليا، إلا أن المسلمين كانوا لا يزالون قادرين على تحريك أساطيلهم من إسبانيا، والاستمرار في الإغارة على سواحل جنوب فرنسا. قام العرب بتأسيس حصن منيع على طول سواحل إقليم فرينيه (فراكسيناتوم) وتمكنوا من السيطرة على المناطق المحيطة لمدة 100 عام تقريباً قبل أن يتم طردهم أخيراً عام 973 م. في عام 902 م، تمكن المسلمون في إسبانيا من فتح جزر البليار .

وفي هذه الأثناء، تمكنت الإمبراطورية البيزنطية في شرق البحر الأبيض المتوسط، تحت حكم الإمبراطور نقفور الثاني، من استعادة قوتها وإعادة السيطرة على جزر إقريطش (961 م) و قبرص (964 م)، وتمكنت أيضاً من استعادة أنطاكيا لفترة وجيزة. (1084-969 م) (أنظر الخريطة 970 - 3 م)

مع تزايد قوة الأساطيل المسيحية، كان المسرح معداً للمواجهة الحاسمة من أجل السيطرة على البحر الأبيض المتوسط في القرن الحادي عشر الميلادي. وفي النهاية، أثبت المسيحيون تفوقهم وخبرتهم في التقنية البحرية، ليصبحوا بذلك الأسياد الجدد للبحر الأبيض المتوسط. لم تعد الأساطيل المسلمة قوية كفاية لتعزيز باقي الجزر الواقعة تحت سيطرتهم، أو إيقاف القوى الأوروبية من النزول على شواطئها. مما ساهم في نجاح الفتوحات النورمانية في صقلية ومالطا (استكملت عام 1091 م) و الحملة الصليبية الأولى لاستعادة القدس (استكملت عام 1099 م). (أنظر الخريطة 1100 - 4 م)



حقوق نشر جميع الخرائط محفوظة لـموقع ExploreTheMed ما لم ينص على خلاف ذلك