الحرب البونيقية الثانية


قم بتمرير مؤشر الفأرة على ميزات الخريطة للمزيد من المعلومات
الحرب البونيقية الثانية

Share

عانت قرطاج كثيرا بسبب الحرب البونيقية الأولى، حيث أنها لم تخسر صقلية فقط، لكن خسرت أيضا تفوقها الملاحي على روما. كما أن الولاء الذي فرضته روما على قرطاج أضعف هاته الأخيرة اقتصاديا. لكن قرطاج تمكنت من التعافي و بدأت في توسيع تأثيرها على إسبانيا.
        بدأت الحرب البونيقية الثانية عندما احتل القرطاجيون مدينة سجنتم في إسبانيا، و التي كانت من حليفا صغيرا لروما. وكان الجنرال حنبعل المشهور مصرا على إبادة روما. و مع افتقاده إلى القوة البحرية، أخذ حنبعل جيشا كبيرا بما في ذلك الفيلة عبر فرنسا و جبال الألب و من ثم إلى إيطاليا. و شكل وصول جيوش حنبعل إلى إيطاليا شرارة لانطلاق عدد من حركات التمرد ضد الحكم الروماني، كما أن حنبعل انتصر بالفعل على روما في عدد من المعارك. و اعتمدت روما في حربها على إستراتيجية فابيان: تجنب المواجهة المباشرة مع حنبعل في إيطاليا مع إبقائه منشغلا بينما يقوم الرومان باحتلال إسبانيا. و لم يكن حنبعل يتوفر على الأسلحة اللازمة لحصار روما كما أنه لم يكن بإمكانه طلب دعم من قرطاج بسبب نقص قوتها البحرية. تبع صدربعل و هو أخ حنبعل ، هذا الأخير جبال الألب مع جيش ثان لكنه انهزم قبل أن يتمكن من الوصول إلى حنبعل. و كان على حنبعل أيضا أن يعود إلى قرطاج لملاقاة سكيبيو الإفريقي في شمال إفريقيا في معركة زامة. و سيحقق هنا الرومان الانتصار على قرطاج، منهين بذلك الحرب البونيقية الثانية. و لم يعد بإمكان قرطاج أن تنافس روما على سيادة المتوسط بعد الآن، بل سوف يتم احتلالها بعد نصف قرن من ذلك، خلال الحرب البونيقية الثالثة التي كانت عبارة عن حصار للمدينة.

و يمكن أن يكون سبب ضعف القرطاجيين هو عدم قدرتهم على دمج السكان الأصليين في تونس داخل ثقافتهم، حيث أن ذلك يعني أنهم كانوا غرباء على السواحل. و يعني أيضا أنه كان عليهم الاعتماد على المرتزقة بدل تكوين جيش من السكان المحليين. حيث أن النوميديين، و أيضا بعض الإمارات الفينيقية الأخرى مثل أوتيكا انقلبت ضد قرطاج عندما كانت تتعرض للضغط. في حين أن الرومان كانوا من السكان المحليين و كانت لديهم هوية قوية داخل المناطق الفلاحية النائية التي كانوا يعيشون فيها. لذا كان بإمكانهم حشد جيش كبير من سكان القرى.

 



حقوق نشر جميع الخرائط محفوظة لـموقع ExploreTheMed ما لم ينص على خلاف ذلك