نهاية الجمهورية الرومانية

اختر الحقبة الزمنية:
1) حرب قيصر الأهلية (49-45 ق.م.)      2) حرب "الكمحررين" الأهلية (44-42 ق.م.)     3) الثلاثية الثانية (42-35 ق.م.)
4) أوكتافيان ضد أنتوني وكليوباترا (35-30 ق.م.)        5) الإمبراطورية الرومانية تحت الإمبراطور أوغسطس (30-14 ق.م.)
نهاية الجمهورية الرومانية
قم بتمرير مؤشر الفأرة على ميزات الخريطة للمزيد من المعلومات

Share


مع الحملات المكثفة التي كان يخوضها الجنرالات الرومان، و مع المكافآت التي كان يمنحها هؤلاء لجنودهم من غنائم الحرب، أصبح الجنود يبدون ولاء أكبر تجاه قائديهم، بدل الولاء للدولة. و وضع هذا الأمر الجمهورية الرومانية تحت تهديد الانقلابات العسكرية في عدة مناسبات. و كان أول انقلاب عسكري ناجح هو ذاك الذي خاضه سولا في العام 88 قبل الميلاد. لكن الانقلاب الذي سيؤدي إلى الزوال الكلي للجمهورية الرومانية و تأسيس الإمبراطورية كان ذاك الذي قام به يوليوس قيصر.
بدأ يوليوس قيصر حياته المهنية كسياسي ذو شعبية كبيرة، مدافع عن القضايا التي تهم الـ 'بليب':  و هو اللقب الذي يطلق على عامة الناس في روما. تم انتخابه قنصلا في 59 قبل الميلاد رغم معارضة كبيرة من الـ أوبتيماتيس، و هم نواب محافظون تدعمهم طبقة الطبقة الأرستقراطية في روما. و سوف يصبح قيصر بعد ذلك جنرالا بشكل كبير، عبر سيطرته على كل بلاد الغال.
في عام 49 قبل الميلاد، بعد عودته من حملاته في بلاد الغال، عبر قيصر نهر روبيكوني إلى إيطاليا مع جنوده المتمرسين، مما أعتبر خيانة للجمهورية الرومانية، و قام بالزحف إلى روما نفسها. و بقيادة بومبيوس، فر النواب الأوبتيماتيس من روما إلى كابوا، و بعد ذلك برينديزي و التي أبحروا منها إلى اليونان. كان قيصر يتحكم آنذاك في شبة الجزيرة الإيطالية، لكن باقي المناطق كانت لا تزال خاضعة للجمهورية. و خلال السنوات القليلة اللاحقة، سيقوم قيصر بعدة حملات ضد الأوبتيماتيس في جميع أنحاء البحر المتوسط (انظر الخريطة 1)، مجبرا بومبي إلى الهروب و اللجوء إلى مصر البطليمية.
و في محاولة منه لنيل دعم قيصر في صراعه على العرش المصري مع أخته، كليوباترا السابعة، قام الملك الشاب بطليوموس الثامن بقتل بومبي. و كان ذلك خطأ فادحا يرتكبه بطليموس الثامن، حيث أن قيصر و بومبي كانا صديقين و حليفين في السابق و لم تكن لدى قيصر نية في قتل بومبي في حال ألقي عليه القبض. مقابل ذلك، ساند قيصر كليوباترا السابعة كملكة لمصر و كان ابنه الوحيد منها.
واصل قيصر التخلص من المقاومة الباقية من معارضيه، و في عام 46 قبل الميلاد سافر إلى إسبانيا لهزم أبناء بومبي. و استطاع أحد الأبناء، سيكستوس بومبي، الهرب إلى صقلية حيث سيقوم بإنشاء أسطول كبير و يعلن نفسه حاكما للجزيرة.
بعد عودة قيصر إلى روما، تم الإعلان أنه "الديكتاتور الأبدي".لكن بعد ذلك بأسابيع قليلة سوف يتعرض قيصر إلى الطعن حتى الموت من طرف مجموعة من أعضاء مجلس الشيوخ يقودهم بروتوس (أحد أصدقاء قيصر المقربين سابقا) و كاسيوس. و اعتبر أصحاب هاته المؤامرة أنفسهم كمحررين للجمهورية الرومانية، لكن ما قاموا به لن يلقى ترحيبا من طرف سكان روما، مما أجبرهم على الهرب إلى اليونان.و ستنتقل قيادة روما بعد ذلك إلى تحالف ثلاثي كونه أقرب حلفاء قيصر، و يسمى ذلك بالـ "الثلاثية الثانية" و التي كانت تضم أوكتافيان ابن الثامنة عشرة، و هو ابن قيصر بالتبني كما أنه كان وريث العرش، و اثنين من بين أكثر الموالين لقيصر؛ ماركوس أنطونيوس و ماركوس ليبيدوس. كان أول شيء تنجزه الثلاثية الثانية هو التغلب على بروتوس و كاسيوس الذين كانوا قد استولوا على معظم شرق المتوسط آنذاك (انظر الخريطة 2). و كانت إدارة الإمبراطورية الرومانية الشاسعة بالمتوسط تنقسم آنذاك إلى ثلاثة أقسام، ماركوس ليبيدوس في إفريقيا، أوكتافيان في إيطاليا و باقي أوروبا الغربية، ثم ماركوس أنطونيوس في شرق المتوسط (انظر الخريطة 3).
كانت لا تزال هناك مقاومة كبيرة خلال الثلاثية الثانية، حيث أن سسكستوس بومبي كان لا يزال يتحكم في صقلية و كان العديد من معارضي النظام الحالي يلجئون هناك. في عام 40 قبل الميلاد، قامت قوات سكستوس بومبي باحتلال جزيرة سردينيا، كما أن أسطول أوكتافيان انهزم مرتين عندما حاول غزو صقلية.
و أخيرا في معركة نولوكوس في العام 36 قبل الميلاد، تمكن أوكتافيان من التغلب على سكستوس بومبي بصفة نهائية، كما أنه قام بتقليص قوة ماركوس ليبيدوس متهما إياه بمحاولة الاستيلاء على صقلية لنفسه. و بهذا يصبح أوكتافيان الحاكم الوحيد لمعظم الإمبراطورية الرومانية الغربية.
في نفس الوقت، كان ماركوس أنطونيوس في الشرق قد بدأ علاقة مع كليوباترا السابعة ملكة مصر و أنجب منها ثلاثة أولاد. في العام 34 قبل الميلاد، أعلن ماركوس أنطونيوس أن أبناؤه من كليوباترا سوف يرثون السلطة من بعده على المناطق الرومانية في شرق المتوسط و سوف يتم تسليم سلطة مصر إلى ابن كليوباترا الوحيد من يوليوس قيصر: قيصرون. و بعودته إلى روما، قام أوكتافيان بنشر إدعاءات بأن ماركوس أنطونيوس قد تخلى عن زوجته الرومانية و اندمج مع السكان الأصليين في مصر. وكانت الظروف مهيأة الآن كي يخوض ماركوس أنطونيوس و أوكتافيان حربا مباشرة ستحدد مصير كل البحر المتوسط آنذاك. (انظر الخريطة 4)
انهزم تحالف كل من أنتوني و كليوباترا في المعركة البحرية في أكتيوم في العام 32 قبل الميلاد، فقام أوكتافيان بشق طريقه من آسيا نحو مصر. و عندما وصل أوكتافيان إلى الإسكندرية، كان كل من ماركوس أنطونيوس و كليوباترا قد انتحرا. و مع هزيمة كليوباترا و أنتوني، أصبح أوكتافيان، و الذي غير إسمه إلى أغسطس، إمبراطورا على روما، كما أن مصر ألحقت بهاته الإمبراطورية الرومانية الجديدة.
و هكذا انتهت الجمهورية الرومانية، و بدءا من هذا لتاريخ، أصبحت روما و كل المناطق الخاضعة لها تحكم من طرف إمبراطور.



حقوق نشر جميع الخرائط محفوظة لـموقع ExploreTheMed ما لم ينص على خلاف ذلك